عندما تُسلَّم وصفة النظر بعد الفحص، يطلّ عليك جدول صغير من الاختصارات والأرقام. أكثر هذه الرموز حضورًا كلمة SPH. قد يظن البعض أنها مجرّد رقم آخر لقياس النظارة، لكن الحقيقة أنّ SPH هو حجر الأساس لكل عدسة ستلبسها، فمنه تُشتق سماكة العدسة، مادتها، معامل الانكسار المطلوب، بل وحتى نوع الطبقة الواقية الأنسب. في هذا المقال التفصيلي—الذي يتجاوز ألفي كلمة—سنفكك معنى رمز SPH، ونشرح طريقة قياسه، ونستعرض تأثيره على حياتك اليومية، مع نصائح عمليّة لاختيار العدسة المثالية.
ما تعريف رمز SPH في كشف النظر؟
يرمز SPH إلى كلمة Sphere، أي «القوة الكروية» للعدسة. القوة الكروية تعالج خطأ الانكسار الأساسي في العين: قِصر النظر أو طول النظر. تُكتب قيمة SPH بوحدة «الديوبتر» (D) وتُسجَّل إما برقم سالب أو موجب:
- قيمة سالبة (–) ⇠ قِصر نظر (Myopia)
- قيمة موجبة (+) ⇠ طول نظر (Hyperopia)
كل زيادة أو نقصان بمقدار 0.25 D تمثّل «درجة» في المصطلح الدارج عند أخصائيي البصريات. إذا ظهر في وصفتك مثلًا –2.75 D فهذا يعني أنك تحتاج عدسة تُضعف انكسار الضوء بدرجة 2.75 لإعادة تركيزه على الشبكية.
الأساس الفيزيائي لقيمة SPH
2-1 العدسة والعين كنظام بصري
العين الطبيعية تجمع الأشعة الضوئية على البُقعة الصفراء في الشبكية.
- في قِصر النظر تكون القدرة الانكسارية للقرنية والعدسة كبيرة بالنسبة لطول العين، فيتكوّن البؤرة أمام الشبكية.
- في طول النظر يحدث العكس؛ تنكسر الأشعة بشكل أضعف، فتتكوّن البؤرة خلف الشبكية.
قيمة SPH ليست «رقمًا عشوائيًا»؛ إنما حاصل معادلة تقيس المسافة بين نقطة تركيز الضوء ومقعد الشبكية، ثم تُترجَم إلى قوة عدسة كروية تعيد البؤرة للمكان الصحيح.
2-2 لماذا تُكتب بزيادات 0.25؟
أجهزة الانكسار الآليّة الحديثة تضبط القوة حتى رقمين عشريين، لكن الإنسان لا يميز فروقًا بصريّة أقل من رُبع ديوبتر في الظروف العادية، لذا اتفق الأخصائيون عالميًا على خطوة 0.25 D معيارًا.
كيف يُقاس SPH في العيادة خطوة بخطوة؟
يبدأ فحص SPH بتكوين “صورة أولية” عن قوة العين، ثم يتدرّج إلى قياس دقيق يُسمّى الانكسار الذاتي والذاتي-الذاتي Subjective & Objective Refraction. فيما يلي شرح تفصيلي لكل مرحلة وما يحدث فيها عمليًّا داخل غرفة الفحص:
| مرحلة القياس | ماذا يفعل الأخصائي؟ | ما الذي يتعلمه عن عينك؟ |
| 1. فحص لوحة سنلن (اختبار حدة البصر) | يطلب منك قراءة صفوف الحروف من مسافة 6 متر تحت إضاءة ثابتة. | يقدّر إن كانت العين تميل إلى قِصر أو طول نظر، ويحدد السطر الذي تبدأ عنده الضبابية. |
| 2. القياس الآلي بجهاز Auto-Refractometer | تنظر داخل الجهاز إلى صورة ضبابية؛ يطلق الجهاز شعاعًا تحت أحمر يقيس مسار الضوء المنعكس عن الشبكية. | يعطي قراءة مبدئية لـ SPH وضعها جهاز الكمبيوتر على هيئة رقم قد يكون –2.00 أو +1.50 مثلًا. |
| 3. الانكسار الذاتي بالعدسات التجريبية (Trial Frame) | يضع الطبيب عدسة مساوية لقراءة الجهاز، ثم يبدّل عدسات بزيادات ±0.25 D ويُصعّد أو يُنقص حتى تقول: “هذه أوضح”. | يضبط قيمة SPH بحسب إحساسك الفعلي بالوضوح، فيخلص من أخطاء الجهاز ويصل للدرجة الأكثر راحة. |
| 4. تأكيد حدة الإبصار النهائية | بعد تثبيت العدسة الأفضل، يُعيد اختبار لوحة سنلن؛ إذا وصلت إلى 6/6 أو أفضل رؤية ممكنة، يُثبّت الرقم. | يضمن أن العدسة المختارة تحقق أقصى حدة إبصار دون إجهاد إضافي. |
نطاقات SPH وماذا تعني لحياتك اليومية
| النطاق | قِصر النظر (–) أو طول النظر (+) | التأثير العملي على الرؤية |
| 0.00 إلى ±0.75 D | خطأ انكسار طفيف | قد تمرّ يومك دون نظارة، لكن دقة القيادة أو القراءة الطويلة تتأثر. |
| ±1.00 إلى ±3.00 D | درجة خفيفة إلى متوسطة | تحتاج النظارة في القيادة، السينما، أو العمل المكتبي المستمر. |
| ±3.25 إلى ±6.00 D | درجة متوسطة إلى عالية | النظارة أو العدسات اللاصقة ضرورية معظم الوقت. |
| أكثر من ±6.00 D | درجة عالية جدًا | تُفضَّل عدسات عالية الانكسار لتقليل السُّمك، وقد تقترح العيادة حلولًا خاصة. |
كلما ابتعدت القيمة عن صفر، زادت أهمية اختيار مادة عدسة ذات معامل انكسار مرتفع (High-Index) لتقليل سماكة الحافة عند القيم السالبة أو سمك المركز عند القيم الموجبة.
تأثير SPH على تصميم العدسة وراحتها
5-1 المواد المناسبة لكل قيمة
- CR-39 (1.50) ⇠ مريح حتى ±2.50 D
- بولي كربونات (1.59) ⇠ جيد حتى ±4.00 D ويحمي من الصدمات
- High-Index 1.67 / 1.74 ⇠ مثالي لقيم تتجاوز ±6.00 D
5-2 الطبقات الضرورية
كلما ارتفع معامل الانكسار أو قيمة الـ SPH، زاد انعكاس الضوء على العدسة؛ لذا يوصى دائمًا بطبقة مضادة للانعكاس (AR)، وتُضاف طبقة MIRA Max أو MIRA Plus من بلاتنيوم لتقليل الخدوش وتحسين الشفافية.
5-3 اختيار الإطار المناسب
- القيم السالبة العالية تجعل حافة العدسة سميكة؛ يُفضّل الإطار البلاستيكي العريض لإخفاء الحافة.
- القيم الموجبة العالية تبرز في المنتصف؛ يُفضّل إطارًا دائريًا أو بيضاويًا لتقليل بروز مركز العدسة.
6. SPH في العدسات المتدرّجة والمتخصصة
عند انتقالك إلى عدسة متدرّجة (Progressive)، يستخدم فني البصريات قيمة SPH كنقطة انطلاق، ثم يضيف ADD للرؤية القريبة. الدقة هنا مهمة جدًا؛ خطأ ربع درجة قد يؤدي إلى تشوّه واضح في طبقات العدسة السفلية.
عدسات بلاتنيوم X-Perience T تعتمد خوارزمية Digital Ray-Path 2:
- تحسب SPH وميل النظارة وارتفاع العين لإعادة توزيع القوة على السطح.
- تقلل «التشوش الطرفي» الشائع في عدسات بروجريسيف العادية.
8. نصائح عملية للحفاظ على قيمة SPH مستقرة
- فحص دوري كل عامين للكبار، وكل ستة أشهر للأطفال والمراهقين.
- قضاء وقت أطول في الضوء الطبيعي لتقليل تطور الميوبيا.
- قاعدة 20-20-20: كل 20 دقيقة، انظر لشيء يبعد 20 قدمًا لمدة 20 ثانية.
- إضاءة جيدة أثناء القراءة لتقليل شد عضلات العدسة البلورية.
- حافظ على مسافة الشاشة: 40–60 سم للحاسوب، 30–45 سم للهاتف.
لماذا عدسات بلاتنيوم خيار أمثل حسب SPH؟
- تصميم رقمي شخصي: كل قيمة SPH تدخل برنامج حسابي يعيد توزيع القوة على السطح ويقلل سمك الحافة.
- معامل انكسار متدرّج: توفر بلاتنيوم خامات 1.50 / 1.59 / 1.67 / 1.74 لاختيار ما يناسب درجتك.
- طبقات وقاية متعددة: طبقة MIRA Blu تحجب الضوء الأزرق، وMIRA Max تُخفف التوهج وتعزز الصلابة، ما يضمن وضوحًا وعمراً أطول للعدسة.
- خدمة استشارة مجانية: فقط أرسل وصفتك على واتساب بلاتنيوم وسيقترح الأخصائي العدسة والطبقة والإطار المثاليين لمقياس SPH الخاص بك.
في النهاية رمز SPH أكثر من رقم في كارت كشف النظر؛ إنّه المؤشر الرئيس الذي يحدد قوة عدستك، سمكها، وراحتك طوال اليوم. فهمك لمعناه وطريقة تأثيره يمكِّنك من مناقشة أخصائي البصريات بثقة، واختيار العدسة المناسبة مادةً وتصميمًا وطبقة. إذا كنت تبحث عن رؤية واضحة وعدسة مصممة بدقة، فإن عدسات بلاتنيوم—بفضل تقنياتها الرقمية المتقدمة وتشكيلتها الواسعة—توفر حلًا متكاملًا لأي قيمة SPH، من الدرجات الخفيفة إلى الحالات العالية جدًا.
لا تؤجّل فحص نظرك، واطلب استشارة متخصصة لاختيار العدسة المثاليّة.
الاسئلة الشائعة
هل يمكن أن تختلف قيمة SPH بين عيادة وأخرى؟
قد يختلف القياس ±0.25 D بسبب الإضاءة أو تعب المريض. لذلك يُفضّل إعادة الفحص بعد راحة للنظر إذا شعرت بعدم ارتياح.
ماذا يحدث لو استخدمت عدسة بقيمة SPH غير دقيقة؟
قيمة ناقصة: تظل الرؤية ضبابية وتُجبر العين على إجهاد عضلات التركيز.
قيمة زائدة: ترى بوضوح لحظي، لكن بعد ساعات تُصاب بصداع أو دوار بسبب «over-minus» أو «over-plus».
هل تتغير SPH مع العمر؟
قِصر النظر يزيد غالبًا حتى أوائل العشرينات، ثم يستقر.
طول النظر مرتبط بعوامل وراثية وقد يزداد ببطء. بعد الأربعين، تتغير الحاجة للقريب (ADD)، وليس بالضرورة SPH نفسه.
هل يمكن أن تختلف قيمة SPH بين العين اليمنى واليسرى؟
نعم، من الطبيعي أن تختلف قيمة SPH بين العين اليمنى (OD) والعين اليسرى (OS).
الاختلاف البسيط (مثلاً –2.00 مقابل –1.50) شائع جدًا ولا يُعد مؤشرًا على مشكلة صحية.
لكن إذا كان الفرق كبيرًا جدًا (أكثر من 3 ديوبتر)، فقد يكون مؤشرًا لحالة طبية مثل:
Anisometropia : اختلاف كبير في قوة العينين يؤدي أحيانًا إلى صعوبة في التكيف مع النظارة.
ضعف في إحدى العينين بسبب أمراض نادرة أو ضعف تطورها منذ الطفولة.
هل يؤثر استخدام الشاشات كثيرًا على قيمة SPH بمرور الوقت؟
نعم، الاستخدام المفرط للشاشات خاصة عند الأطفال والمراهقين قد يساهم في زيادة قِصر النظر (Myopia Progression) .
دراسات عديدة أكدت أن الجلوس القريب من الشاشة، والإضاءة المنخفضة، وقلة الوقت في الهواء الطلق، تؤدي إلى زيادة سلّة SPH السالبة بمرور الوقت.
لذلك يُنصح بـ:
تطبيق قاعدة 20-20-20 : كل 20 دقيقة، انظر بعيدًا مسافة 20 قدمًا لمدة 20 ثانية.
قضاء وقت أكبر في الضوء الطبيعي .
الفحص الدوري كل 6 أشهر للأطفال ، وسنويًا للكبار.
