الاستجماتيزم هو حالة شائعة تؤثر على الرؤية الطبيعية للعين، وتسبب تشوشًا في النظر بسبب عدم انتظام انحناء القرنية أو عدسة العين مما يؤدي إلى انكسار غير صحيح للضوء داخل العين وهو ما يجعل الصور تبدو غير واضحة أو مشوهة.
فهمك للاستجماتيزم وما هي أسبابه وأعراضه ومعرفة كيفية التعامل معه يعتبر أمرًا ضروريًا للأشخاص الذي يعانون من الاستجماتيزم.
ما هو الاستجماتيزم؟
الاستجماتيزم هو نوع من الخطأ الانكساري يحدث عندما تكون القرنية أو العدسة داخل العين غير منتظمة الشكل، مما يؤدي إلى تشويه الصورة على الشبكية. هذا الاختلاف في انحناء سطح العين يمنع الضوء من التركيز على نقطة واحدة، مما يسبب رؤية مشوشة.
يمكن أن يكون الاستجماتيزم موجودًا مع حالات أخرى مثل قصر النظر أو طول النظر، إلا أنه يختلف عنهما في كيفية تأثيره على الرؤية.
ولعلك تتسأل هل الاستجماتيزم حالة مرضية خطيرة ؟ … من المعروف أن الاستجماتيزم ليس حالة مرضية خطيرة، ولكنه يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية للشخص إذا لم يتم تصحيحه باستخدام طرف علاج الاستجماتيزم مثل استخدام النظارات الطبية لعلاج الاستجماتيزم مثلا.
ويمكن أن يسبب الاستجماتيزم صعوبة في القراءة، القيادة، وممارسة الأنشطة اليومية الأخرى التي تتطلب رؤية واضحة ودقيقة.
كيف يؤثر الاستجماتيزم علي العين
استجماتيزم العين يمكن أن يؤثر على رؤية الشخص بطرق مختلفة. قد يلاحظ الأشخاص المصابون بالاستجماتيزم أن الأشياء القريبة أو البعيدة تظهر مشوشة أو مشوهة. في بعض الحالات، قد يؤدي الاستجماتيزم إلى صعوبة في التركيز على النصوص الصغيرة أو التفاصيل الدقيقة، مما يجعل القراءة والعمل على شاشات الكمبيوتر أمرًا مرهقًا للأشخاص المصابون بالاستجماتيزم.
الاستجماتيزم ليس نادرًا، إذ تشير الدراسات إلى أن حوالي 1 من كل 3 أشخاص يعانون من درجة معينة من الاستجماتيزم. يمكن أن يحدث في أي عمر، ويمكن أن يتغير مع الوقت، لذا من المهم إجراء فحوصات منتظمة للعين لضمان اكتشافه وتصحيحه في الوقت المناسب.
أنواع الاستجماتيزم
ينقسم الاستجماتيزم بشكل أساسي الي نوعين:
1- الاستجماتيزم المنتظم
الاستجماتيزم المنتظم يحدث عندما تكون القرنية منحنية بشكل غير متساوٍ في اتجاهين مختلفين. حيث تكون الانحناءات في القرنية تكون متعامدة على بعضها البعض وهو ما يسبب تشوهات في الرؤية. هذا النوع من الاستجماتيزم يعتبر الأكثر شيوعًا ويمكن تصحيحه بسهولة.
الاستجماتيزم المنتظم يمكن أن يكون وراثيًا، حيث يولد بعض الأشخاص بهذا الشكل غير المتساوي للقرنية. قد يتطور أيضًا نتيجة لبعض العوامل البيئية أو الإجهاد البصري المستمر. يمكن أيضًا أن يكون نتيجة لعملية جراحية في العين أو إصابة.
2- الاستجماتيزم غير المنتظم
الاستجماتيزم غير المنتظم يحدث عندما تكون انحناءات القرنية غير منتظمة تمامًا ولا تكون متعامدة على بعضها البعض. هذا النوع من الاستجماتيزم يكون غالبًا نتيجة لإصابة أو جراحة في العين، وقد يكون أيضًا نتيجة لأمراض مثل القرنية المخروطية.
أسباب الاستجماتيزم غير المنتظم:
- الإصابات: الإصابات التي تلحق بالقرنية يمكن أن تسبب تشوهات غير منتظمة في انحناءات القرنية.
- الجراحات: بعض العمليات الجراحية في العين قد تؤدي إلى تغيرات في شكل القرنية، مما يسبب الاستجماتيزم غير المنتظم.
- الأمراض: حالات مثل القرنية المخروطية تسبب تغيرات تدريجية في شكل القرنية، مما يؤدي إلى استجماتيزم غير منتظم.
أعراض الاستجماتيزم
تشمل أعراض الاستجماتيزم رؤية مشوشة أو مشوهة، سواء كانت الأشياء قريبة أو بعيدة. قد يلاحظ الشخص صعوبة في رؤية التفاصيل الدقيقة، سواء كان ذلك أثناء القراءة أو القيادة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبب الاستجماتيزم إجهاد العين والشعور بصداع متكرر أو شعور بالتعب في العينين بعد فترات طويلة من التركيز.
وتتفاوت شدة الأعراض من شخص لآخر، بناءً على درجة الاستجماتيزم ونوعه. في بعض الحالات، قد يكون الاستجماتيزم غير ملحوظ تقريبًا، في حين يمكن أن يكون في حالات أخرى شديدًا لدرجة تعيق الأنشطة اليومية.
أسباب الاستجماتيزم
1- العوامل الوراثية
العوامل الوراثية تلعب دورًا كبيرًا في تطوره. إذا كان أحد الوالدين يعاني من الاستجماتيزم، فإن هناك احتمالًا أكبر أن يعاني الطفل من نفس الحالة. هذا يشير إلى أن الجينات المسؤولة عن شكل القرنية يمكن أن تُورث، مما يزيد من احتمالية تطور الاستجماتيزم في الأجيال التالية.
2- الإصابات والجراحات
الاستجماتيزم يمكن أن يكون نتيجة لإصابة مباشرة في العين. الحوادث التي تؤدي إلى تلف القرنية أو العدسة يمكن أن تغير شكلها الطبيعي، مما يؤدي إلى انحناءات غير منتظمة. كذلك، بعض العمليات الجراحية في العين، مثل جراحات القرنية أو إزالة المياه البيضاء، قد تسبب تغييرات في شكل القرنية، مما يؤدي إلى تطور الاستجماتيزم.
3- الأمراض المتعلقة بالقرنية
بعض الأمراض التي تؤثر على صحة القرنية يمكن أن تسبب الاستجماتيزم. أحد هذه الأمراض هو القرنية المخروطية، وهي حالة تتسبب في ترقق القرنية وتصبح غير منتظمة الشكل، مما يؤدي إلى تشوهات في الرؤية. القرنية المخروطية هي حالة تقدمية تتطلب رعاية متخصصة.
4- العوامل البيئية والإجهاد البصري
بالإضافة إلى العوامل الوراثية والإصابات، يمكن أن تلعب العوامل البيئية والإجهاد البصري دورًا في تطور الاستجماتيزم. على سبيل المثال، الاستخدام المكثف للأجهزة الإلكترونية والعمل لفترات طويلة أمام الشاشات يمكن أن يسبب إجهادًا بصريًا. هذا الإجهاد يمكن أن يؤدي إلى تغيرات في شكل القرنية بمرور الوقت، مما يزيد من خطر تطور الاستجماتيزم.
5- التغيرات العمرية
مع التقدم في العمر، يمكن أن تحدث تغيرات في بنية العين تؤدي إلى تطور الاستجماتيزم. التغيرات الطبيعية في شكل القرنية أو العدسة مع التقدم في السن قد تؤدي إلى انحناءات غير منتظمة، مما يؤثر على القدرة على التركيز بشكل صحيح. هذه التغيرات يمكن أن تكون تدريجية وغالبًا ما تتطلب تصحيحًا بصريًا مناسبًا.
الفرق بين الاستجماتيزم وضعف النظر
بينما يتسبب كل من الاستجماتيزم وضعف النظر في رؤية غير واضحة، إلا أن الاستجماتيزم يتعلق بشكل القرنية أو العدسة، بينما ضعف النظر يتعلق بالقدرة على رؤية الأشياء بوضوح على مسافات معينة. يمكن أن يتواجد الاستجماتيزم مع قصر النظر أو طول النظر، حيث يمكن أن يكون الشخص مصاب بطول النظر أو قصره وأيضا يعاني من الاستجماتيزم في نفس الوقت.
الاستجماتيزم في عين واحدة
يمكن أن يحدث الاستجماتيزم في عين واحدة فقط، رغم أنه شائع أن يؤثر على كلتا العينين بدرجات مختلفة. الاستجماتيزم في عين واحدة يمكن أن يسبب تباينًا في الرؤية بين العينين، مما يجعل من الصعب التركيز بشكل صحيح.
إذا كان الشخص يعاني من الاستجماتيزم في عين واحدة فقط، فقد يحتاج إلى نظارات طبية لعلاج الاستجماتيزم مخصصة لتصحيح الرؤية في تلك العين تحديدًا. يمكن أيضًا لطبيب العيون اقتراح طرق علاج أخري بناءً على مدى شدة الاستجماتيزم.
درجة الاستجماتيزم الطبيعية
تعتبر درجة الاستجماتيزم الطبيعية هي تلك التي لا تؤثر بشكل كبير على الرؤية ولا تسبب أعراضًا ملحوظة. تختلف الدرجة التي يعتبر عندها الاستجماتيزم طبيعيًا من شخص لآخر، ولكن بشكل عام، الاستجماتيزم الذي يقل عن 0.75 ديوبتر يعتبر بسطيا ولا يتطلب علاجًا في الكثير من الحالات.
أما إذا كانت درجة الاستجماتيزم أعلى، فقد يكون من الضروري استخدام النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة لتصحيح الرؤية. من المهم مراجعة طبيب العيون بانتظام لمراقبة درجة الاستجماتيزم وتحديد الحاجة إلى تصحيح بصري.
طرق علاج الاستجماتيزم
1-النظارات الطبية لعلاج الاستجماتيزم
النظارات الطبية هي الخيار الأكثر شيوعًا وفعالية لعلاج الاستجماتيزم. حيث أن للنظارات الطبية دورًا حيويًا في تحسين الرؤية للأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة، وذلك من خلال العدسات الطبية المصممة خصيصًا لتصحيح الانحناءات غير المنتظمة في القرنية. وتحديد أفضل نوع عدسات طبية لعلاج الاستجماتيزم يساعد على:
- تحسين الرؤية: النظارات تصحح الانكسارات غير المنتظمة، مما يسمح للضوء بالتركيز بشكل صحيح على الشبكية، مما يؤدي إلى رؤية أكثر وضوحًا ودقة.
- تقليل إجهاد العين: بفضل تصحيح الرؤية، تقل الحاجة إلى إجهاد العينين لمحاولة التركيز، مما يساعد في تقليل الأعراض المرتبطة بالإجهاد البصري مثل الصداع.
- سهولة الاستخدام: النظارات تعتبر حلاً بسيطًا وغير جراحي يمكن استخدامه بسهولة وفعالية يوميًا دون الحاجة إلى إجراءات طبية معقدة.
2- الجراحة الطبية لعلاج الاستجماتيزم
في بعض الحالات، يمكناختيار الجراحة لعلاج الاستجماتيزم، خصوصًا عندما تكون الحالات شديدة أو عندما تكون النظارات الطبية غير فعالة. تشمل الخيارات الجراحية:
- جراحة الليزك: تعيد تشكيل القرنية باستخدام الليزر لتصحيح الانحناءات غير المنتظمة، مما يحسن من قدرة العين على التركيز بشكل صحيح.
- جراحة PRK (تصحيح القرنية باستخدام الليزر): تتضمن إزالة الطبقة الخارجية للقرنية وإعادة تشكيل الأنسجة تحتها، مما يساعد في تصحيح الاستجماتيزم.
- زراعة حلقات القرنية: تتضمن زراعة حلقات صغيرة داخل القرنية لتغيير شكلها وتحسين الرؤية.
الاستجماتيزم والصداع
الاستجماتيزم يمكن أن يسبب صداعًا متكررًا بسبب الجهد الذي تبذله العينين لمحاولة التركيز. هذا الصداع يمكن أن يكون مزعجًا ويؤثر على القدرة على التركيز في العمل أو الدراسة.
لعلاج الصداع الناتج عن الاستجماتيزم، من الضروري تصحيح الرؤية باستخدام النظارات الطبية المصممة خصيصا لعلاج الاستجماتيزم.
في النهاية، الاستجماتيزم هو حالة شائعة يمكن التعامل معها بفعالية باستخدام النظارات الطبية المناسبة أو العلاجات الجراحية. من الضروري فهم هذه الحالة ومعرفة أعراضها وأسبابها لضمان الحصول على العلاج المناسب. الحفاظ على صحة العين وإجراء الفحوصات الدورية يمكن أن يساعد في علاج الاستجماتيزم.