في الوقت الحالي أصبح إجهاد العين الرقمي أمرًا شائعًا يؤثر على الكثيرين منا بالسلب. حيث تعتبر الشاشات الرقمية جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، سواء كان ذلك من خلال أجهزة الكمبيوتر، الهواتف الذكية، الأجهزة اللوحية، أو حتى التلفزيونات، وهو ما يسبب لنا العديد من المشكلة مثل حكة العين والأحمرار وحدوث التهابات في العين علي المدي البعيد وبالتأكيد سوف يؤثر ذلك علي صحة العين.
لذلك في هذا المقال، سنلقي نظرة على أفضل 5 نصائح فعالة للتخلص من إجهاد العين الرقمي والحفاظ على صحة العين.
ما هو إجهاد العين الرقمي ؟
إجهاد العين الرقمي هو حالة شائعة تنتج عن استخدام الشاشات الرقمية بشكل متكرر ولفترات طويلة دون استراحة كافية. حيث يتسبب الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات الرقمية ، بما في ذلك الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية، في تعب العين وزيادة التوتر على عضلات العين.
الأعراض الشائعة لإجهاد العين الرقمي تشمل الشعور بالتعب أو الحكة في العينين، الجفاف، الاحمرار، الصداع، والرؤية المزدوجة أو غير الواضحة. يمكن أن تزداد هذه الأعراض مع الوقت إذا لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة للحد من التعرض المستمر للشاشات الرقمية.
هل إجهاد العين يضعف النظر ؟
إجهاد العين الرقمي نفسه لا يؤدي عادةً إلى ضعف النظر الدائم أو التغيرات الدائمة في البصر. على الرغم من أن أعراض إجهاد الرقمي مثل التعب والجفاف والاحمرار قد تكون مزعجة وتؤثر على راحة العين، إلا أنها عادةً ما تكون مؤقتة وتختفي بعد التوقف عن استخدام الشاشات أو بتطبيق التدابير الوقائية المناسبة.
في بعض الحالات النادرة، قد يؤدي الإجهاد المستمر والشديد للعين إلى زيادة التوتر على العضلات البصرية، مما يؤثر على رؤية الشخص لفترة قصيرة. ومع ذلك، عادةً ما يتم التعامل مع هذه الأعراض بتطبيق التوجيهات الطبية البسيطة مثل تقليل الاستخدام المتكرر للشاشات والاستراحة الكافية للعين.
لذا، بشكل عام، إجهاد العين الرقمي لا يسبب ضعفًا دائمًا في النظر، ولكن من المهم اتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة للحفاظ على صحة العين وراحتها أثناء استخدام الأجهزة الرقمية بشكل متكرر.
الفرق بين إجهاد العين وضعف النظر
أجهاد العين وضعف النظر هما حالتان مختلفتان تمامًا، ويمكن التفريق بينهما على النحو التالي:
إجهاد العين
- هو حالة مؤقتة تنشأ نتيجة استخدام العين بشكل مكثف أو لفترات طويلة دون استراحة، خاصة أمام الشاشات الرقمية مثل الكمبيوتر والهواتف الذكية.
- الأعراض: تشمل التعب العام للعين، الجفاف، الشعور بالحكة أو الحرقان، الاحمرار، وقد يترافق مع الصداع الخفيف.
- التأثير: يمكن أن يؤثر على راحة العين والرؤية القريبة، ولكن عادةً ما يختفي بعد تقليل استخدام الشاشات أو بتطبيق تدابير الوقاية المناسبة مثل فترات الراحة الدورية وضبط إعدادات الشاشة.
ضعف النظر
- هو حالة مزمنة تتسم بعدم قدرة العين على تركيز الصورة بشكل واضح، سواء كان ذلك بسبب قصر النظر أو طول النظر.
- الأعراض: تشمل الضبابية في الرؤية، الصعوبة في رؤية الأشياء بوضوح، وقد تزداد شدتها مع مرور الوقت.
- التأثير: يتطلب العلاج الخاص بضعف النظر النظارات الطبية أو حتى الجراحة في بعض الحالات الشديدة، ويتطلب متابعة دورية مع الطبيب لتقييم التغيرات في الرؤية.
باختصار، أجهاد العين يتعلق بشعور مؤقت بالتعب والتوتر بسبب استخدام الشاشات بشكل زائد، في حين أن ضعف النظر يشير إلى حالة دائمة يتسبب فيها تغيرات في البنية العينية تؤثر على القدرة على رؤية الأشياء بوضوح.
مخاطر ترك إجهاد العين الرقمي دون علاج
ترك إجهاد العين الرقمي دون علاج قد يؤدي إلى عدة مخاطر وتأثيرات سلبية على صحة العين والراحة العامة. إليك بعض الأمور التي قد تحدث نتيجة تجاهل أو عدم معالجة إجهاد العين الرقمي:
- زيادة حدة الأعراض: قد يتفاقم التعب والتوتر في العين بشكل مستمر، مما يؤدي إلى زيادة الشعور بالجفاف والحكة، والاحمرار، وتأثيرات أخرى مزعجة مثل الصداع الخفيف.
- تأثيرات على الأداء اليومي: قد يؤثر إجهاد العين على أدائك اليومي، سواء في العمل أو في الدراسة، حيث يمكن أن يتسبب في تقليل تركيزك وكفاءتك العامة.
- تأثيرات على النظر بشكل دائم: بالرغم من أن إجهاد العين نفسه لا يؤدي عادةً إلى ضعف النظر الدائم، إلا أن الإهمال المستمر للأعراض قد يزيد من استمرارها وتفاقمها، مما قد يؤثر على صحة العين بشكل عام.
- تأثيرات على النوم : قد يؤثر إجهاد العين على نوعية النوم، حيث أن الاستخدام المتكرر للشاشات قبل النوم قد يزيد من صعوبة النوم ويؤثر على دورة النوم الطبيعية.
- زيادة خطر تطور مشاكل العين: في الحالات الشديدة وعند التجاهل المستمر، قد يزيد إجهاد العين من خطر تطور مشاكل أخرى مثل جفاف العين المزمن، وتقلصات العضلات البصرية، وزيادة الحساسية للأضواء الساطعة.
لذا، من المهم اتخاذ التدابير الوقائية والتعامل مع إجهاد العين الرقمي بجدية، وذلك من خلال تطبيق النصائح الصحيحة للحد من استخدام الشاشات وتحسين بيئة العمل، بالإضافة إلى مراجعة الطبيب النظري بانتظام لفحص صحة العين واستشارته حول كيفية الحد من تأثيرات استخدام الشاشات على صحة العين.
علاج إجهاد العين الرقمي بعدسات النظارات الطبية البلوكت
النظارات الطبية البلوكت (Blue light blocking glasses) تُستخدم للحد من تأثيرات الأشعة الزرقاء التي تنبعث من الشاشات الرقمية، ويمكن أن تكون فعالة في علاج إجهاد العين الرقمي إذا تم استخدامها بشكل صحيح. إليك كيفية علاج إجهاد العين الرقمي باستخدام النظارات الطبية البلوكت:
1- تصفية الأشعة الزرقاء: النظارات الطبية البلوكت تأتي بطبقات خاصة تقوم بتصفية جزء من الأشعة الزرقاء التي تنبعث من الشاشات. هذا يساعد في تقليل التعرض للإشعاع الضار الذي يمكن أن يسبب إجهاد العين.
2- تحسين الراحة البصرية: عند ارتداء النظارات البلوكت، يمكن أن تساعد في تحسين الراحة البصرية عن طريق تقليل الوهج والتوهج الناتج عن الشاشات، مما يجعل من الأسهل النظر إليها لفترات طويلة دون شعور بالتعب الشديد.
3- تقليل التوتر على العضلات البصرية: باستخدام النظارات الطبية البلوكت، يمكن أن يتم تقليل التوتر على العضلات البصرية التي قد تتأثر بشكل سلبي نتيجة النظر المستمر للشاشات.
باستخدام النظارات الطبية البلوكت بشكل صحيح، يمكن أن تكون خطوة فعالة في علاج إجهاد العين الرقمي والحفاظ على راحة العين أثناء استخدام الشاشات الرقمية بشكل يومي.
لماذا يعتبر الضوء الأزرق مضر للعين ؟
الضوء الأزرق المسبب لإجهاد العين الرقمي هو نوع من الأشعة الضوئية التي تتراوح طول موجتها بين 380 إلى 500 نانومتر، وهو جزء من الطيف الضوئي الذي ينبعث من الشمس ومن الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية، الحواسيب، والأضواء الصناعية. تعتبر درجة التأثير الضار للضوء الأزرق على العين موضوعًا هاما استغرق سنوات عديدة للبحث فيه ، ويُعزى هذا الاهتمام إلى عدة أسباب تشمل:
- زيادة الإجهاد على العين: الضوء الأزرق الذي ينبعث من الشاشات الرقمية يتميز بطاقة عالية وتردده القصير، مما يجعله ينتشر بسهولة في العين ويزيد من التوتر على العضلات البصرية أثناء النظر إلى الشاشات لفترات طويلة.
- تأثيره على إفراز الهرمونات: الضوء الأزرق يمكن أن يؤثر على إفراز هرمون الميلاتونين، الذي يساهم في تنظيم دورة النوم والاسترخاء. تعرض العين للضوء الأزرق في الساعات المتأخرة من الليل قد يثير النشاط العصبي ويؤثر على جودة النوم.
- زيادة خطر الأمراض العينية: دراسات أظهرت أن التعرض المكثف للضوء الأزرق يمكن أن يزيد من خطر تطور مشاكل عينية مثل جفاف العين، وتقلصات العضلات البصرية، وتدهور الرؤية في المدى البعيد.
- تأثيراته على العدسة والشبكية: يعتبر الضوء الأزرق البنفسجي القصير من الأشعة غير المرئية الذي يمكن أن يخترق العدسة ويصل إلى الشبكية في العين. هذا التعرض الطويل الأمد قد يؤدي إلى تكوين ترسبات ضارة داخل العين.
بشكل عام، يُعتبر الضوء الأزرق مضرًا للعين بسبب تأثيره السلبي على راحة العين وصحتها على المدى الطويل، ولذا فإن اتخاذ إجراءات للحد من التعرض لهذا النوع من الضوء قد يساعد في الحفاظ على صحة العين والراحة البصرية.
5 نصائح للتخلص من إجهاد العين الرقمي
للتخلص من إجهاد العين الرقمي، إليك أفضل 5 نصائح:
1- تنظيم الفواصل الزمنية للراحة
تنظيم الفواصل الزمنية للراحة يعد خطوة حيوية للحفاظ على صحة العين أثناء استخدام الشاشات بشكل متكرر. قاعدة 20-20-20 تقتضي أن تقوم بالابتعاد عن الشاشة كل 20 دقيقة على الأقل. هذا الاستراحة القصيرة تساعد في منع تجمع التوتر على العضلات البصرية، وتسهم في استعادة تركيز العين وإعادة ترتيب البؤرة البصرية.
النظر إلى شيء يبعد عنك 20 قدمًا يُعد جزءًا مهمًا من القاعدة، حيث يساعد على تخفيف الإجهاد البصري وتنشيط العضلات البصرية. هذه الفترة القصيرة من الراحة تساعد العين على التعافي من التوتر الناتج عن التركيز المطول على الشاشات، وتعزز من راحة العين بشكل عام خلال فترات العمل الطويلة أمام الحواسيب والأجهزة الذكية.
2- ضبط إضاءة الشاشة
ضبط إضاءة الشاشة خطوة هامة للحفاظ على راحة العين أثناء استخدام الأجهزة الرقمية بشكل متكرر. من الضروري تقليل سطوع الشاشة ليكون مريحًا للعين، حيث يمكن أن يكون السطوع الزائد مزعجًا ويسبب إجهادًا بصريًا. يُفضل ضبط سطوع الشاشة بحيث يكون قريبًا من مستوى الإضاءة المحيطة في الغرفة، مما يساعد في منع الفجوات الكبيرة في الإضاءة ويقلل من الاختلافات الشديدة في السطوع التي يمكن أن تكون ضارة للعين.
أيضًا، يجب التأكد من أن الإضاءة المحيطة ليست متوهجة بشكل زائد، حيث يمكن أن تسبب الأضواء الساطعة القريبة من الشاشة توهجًا يضيف إلى التعب البصري.
3- استخدام النظارات البلوكت
استخدام النظارات البلوكت يعتبر إجراءً فعالًا للوقاية من تأثيرات الضوء الأزرق الضارة على العين أثناء استخدام الشاشات الرقمية. تعمل هذه النظارات على تصفية أو حجب جزء من الضوء الأزرق ذو الطول الموجي القصير، الذي ينبعث من الشاشات ويمكن أن يؤثر سلبًا على صحة العين. من بين الفوائد الرئيسية لاستخدامها :
- تقليل التوتر البصري: تعمل النظارات البلوكت على تقليل تأثيرات الضوء الأزرق الذي يمكن أن يسبب توترًا وإجهادًا للعين خلال الاستخدام المطول للشاشات.
- تحسين الراحة: بفضل تصفية الضوء الأزرق، تساعد هذه النظارات على تحسين راحة العين وتقليل الشعور بالإجهاد أثناء العمل على الكمبيوتر أو استخدام الأجهزة الذكية.
- حماية العين: تساهم في حماية العين من التعرض المفرط للأشعة الضارة، التي يمكن أن تؤدي إلى مشاكل عينية مثل جفاف العين وتهيجها.
- تحسين جودة النوم: بعد التعرض للشاشات في الليل، يمكن أن تساعد هذه النظارات على تقليل تأثير الضوء الأزرق على إفراز هرمون الميلاتونين، الذي يؤثر على دورة النوم.
استخدام النظارات البلوكت يُعتبر استثمارًا جيدًا في صحة العين، خاصة لأولئك الذين يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات، حيث يمكن أن تساهم في تقليل المخاطر الناتجة عن التعرض المفرط للضوء الأزرق.
4- تنظيم مسافة الشاشة
تنظيم مسافة الشاشة للحفاظ على راحة العين والحد من إجهادها أثناء استخدام الأجهزة الرقمية. يُفضل ضبط مسافة الشاشة بحيث تكون على مسافة آمنة ومريحة من العين.
الاختيار الصحيح لمسافة الشاشة يمكن أن يساعد في تجنب التوتر العضلي والتعب البصري الناتج عن القرب الزائد، الذي يمكن أن يؤدي إلى آلام الرقبة والكتفين أيضًا. بالإضافة إلى ذلك، يساعد تنظيم مسافة الشاشة في الحفاظ على الرؤية السليمة والتركيز البصري، مما يزيد من الراحة أثناء العمل أو الترفيه على الكمبيوتر أو الأجهزة اللوحية.
5- الحفاظ علي ترطيب العين باستمرار
الحفاظ على الترطيب الجيد للعين هو جزء أساسي من العناية بصحة العين والوقاية من إجهاد العين الناجم عن استخدام الشاشات لفترات طويلة. يُنصح باتباع بعض النصائح للحفاظ على رطوبة العين، ومنها استخدام قطرات العين الصناعية عند الشعور بالجفاف. هذه القطرات تعمل على ترطيب العين وتخفيف الشعور بالجفاف الناجم عن التعرض للشاشات أو للبيئات الجافة.
الحفاظ على الترطيب الجيد للعين يساعد علي تحسين الراحة البصرية والحد من التهيجات والألم المرتبطة بالعين الجافة، مما يعزز من تجربة استخدام الشاشات بشكل أكثر راحة وسهولة.
كم تستمر أعراض إجهاد العين ؟
أعراض إجهاد العين قد تختلف من شخص لآخر وتعتمد على عدة عوامل مثل مدة التعرض للشاشة وشدة الإجهاد البصري. عمومًا، يمكن أن تستمر أعراض إجهاد العين لفترة قصيرة بعد التوقف عن استخدام الشاشة، أو قد تستمر لفترة أطول إذا كان التعرض للشاشات مستمرًا بشكل يومي ولفترات طويلة.
الأعراض الشائعة لإجهاد العين تشمل العين الجافة، والإحساس بالتعب أو الإجهاد، والصداع. إذا استمرت هذه الأعراض بشكل مزمن أو كانت شديدة، قد تشير إلى ضرورة استشارة طبيب العيون للتقييم الدقيق والنصائح الملائمة للوقاية والعلاج.
من الأهمية بمكان اتباع النصائح الوقائية المناسبة لتقليل إجهاد العين والحفاظ على صحتها، مثل ضبط إضاءة الشاشة وتنظيم الفواصل الزمنية للراحة واستخدام النظارات البلوكت.