مع التقدم في العمر، يمر الجميع بتغير طبيعي في قدراتهم البصرية يُعرف باسم “طول النظر الشيخوخي” (Presbyopia)، حيث تصبح القدرة على رؤية الأشياء القريبة أقل وضوحًا.
في مواجهة هذه الحاجة، طُورت عدسات المالتي فوكل كحل مبتكر يسمح برؤية واضحة على مسافات متعددة (قريبة، متوسطة، وبعيدة) دون الحاجة إلى التبديل بين نظارات مختلفة.

ورغم المزايا التي تقدمها عدسات المالتي فوكل، إلا أن تنفيذها ووصفها للمرضى يجب أن يتم بشروط محددة للغاية، وإلا قد تصبح العدسة مصدرًا لمشاكل بصرية بدلاً من أن تكون حلاً عمليًا.
في هذا المقال، نتناول بالتفصيل:

  • متى يجب تنفيذ عدسات المالتي فوكل؟
  • ما هي الشروط الأساسية لنجاحها؟
  • وما أبرز العيوب التي يجب الانتباه لها؟

عدسات المالتي فوكل هي عدسات طبية مصممة لتصحيح أكثر من مشكلة بصرية في آن واحد.
تحتوي هذه العدسات على مناطق مختلفة للقوة البصرية تتيح للمستخدم رؤية الأشياء القريبة، المتوسطة، والبعيدة دون الحاجة إلى تغيير النظارات.

هناك نوعان رئيسيان من العدسات المالتي فوكل:

  • عدسات النظارات (Multifocal Eyeglass Lenses): وتشمل العدسات التقدمية (Progressive lenses) والعدسات ثنائية البؤرة (Bifocal lenses).
  • العدسات اللاصقة المالتي فوكل (Multifocal Contact Lenses).

لديك استفسار عن العدسات المالتي فوكل ؟..

تواصل مجانًا مع أخصائي بصريات معتمد في بلاتنيوم.

تعتمد آلية عمل عدسات المالتي فوكل على توزيع مناطق القوة المختلفة بسلاسة داخل العدسة:

  • القسم العلوي: للرؤية البعيدة (القيادة، مشاهدة التلفاز).
  • القسم الأوسط: للرؤية المتوسطة (العمل على الكمبيوتر).
  • القسم السفلي: للرؤية القريبة (القراءة، استخدام الهاتف).

في العدسات التقدمية، يتم الانتقال بين هذه المناطق بشكل تدريجي، بينما تكون الفروقات أوضح في العدسات الثنائية أو ثلاثية البؤرة.

الشرط الأساسي لتنفيذ عدسات المالتي فوكل بنجاح هو:

التقييم الدقيق لاحتياجات المريض ونمط حياته

لا يجب وصف عدسة مالتي فوكل لمجرد أن الشخص يعاني من طول نظر شيخوخي، بل يجب إجراء تقييم شامل يشمل:

  • معرفة طبيعة عمل المريض: هل يعتمد أكثر على الرؤية القريبة أم المتوسطة أم البعيدة؟
  • تحديد أولويات الرؤية اليومية: هل يحتاج للنظر الدقيق للقراءة؟ أم يركز على القيادة والتنقل؟
  • التحقق من قابليته للتكيف مع أنماط الرؤية المختلفة التي تفرضها العدسة المالتي فوكل.
  • تقييم حساسية المريض للوهج والتشويش البصري.
  • فحص شامل لسلامة العين وخلوها من أمراض مثل اعتلال الشبكية أو المياه البيضاء.

إذا لم يتم هذا التقييم الدقيق، فإن تنفيذ عدسة مالتي فوكل قد يؤدي إلى تجربة بصرية غير مرضية وفشل في التكيف.

رغم المزايا الكبيرة التي توفرها عدسات المالتي فوكل، إلا أن لها بعض العيوب التي يجب معرفتها ومراعاتها قبل التنفيذ:

1. صعوبة التكيف في البداية

يجد بعض المرضى صعوبة في التكيف مع أنماط الرؤية المختلفة داخل العدسة، خاصة في الأسابيع الأولى من الاستخدام.
قد يشعر المريض بأن الرؤية مشوشة أو أن عليه تحريك رأسه بشكل مستمر للوصول إلى النقطة البصرية الصحيحة، مما يؤدي إلى إحساس بالإرهاق أو الدوخة المؤقتة.

2. التشويه البصري المحيطي

في العدسات التقدمية تحديدًا، يمكن أن تكون هناك مناطق طرفية في العدسة تعاني من بعض التشويه أو الضبابية، مما قد يؤثر على الرؤية الجانبية، ويكون مزعجًا أثناء المشي أو صعود الدرج.

3. التكلفة المرتفعة

عدسات المالتي فوكل غالبًا ما تكون أغلى بكثير من العدسات الأحادية البؤرة، سواء في نظارات العيون أو العدسات اللاصقة.
كما أن تكرار التعديلات الأولية للحصول على أفضل نتائج قد يضيف تكلفة إضافية.

4. زيادة الحاجة إلى التركيز البصري

استخدام عدسات المالتي فوكل يتطلب أحيانًا بذل مجهود إضافي للتركيز خلال المهام المتنوعة، مثل القراءة الطويلة أو العمل على الكمبيوتر، مما قد يؤدي إلى إرهاق العين إذا لم تكن العدسة مضبوطة بدقة.

5. الوهج ومشاكل الرؤية الليلية

بعض المستخدمين قد يلاحظون زيادة في الوهج أو الهالات الضوئية أثناء القيادة الليلية بسبب التدرج في العدسة المالتي فوكل، مما قد يؤثر على أمان القيادة ليلاً.

  • الأشخاص الذين يعانون من ضعف في التكيف العصبي البصري.
  • المرضى الذين لديهم تاريخ مع مشاكل حساسية العين أو جفاف العين المزمن.
  • السائقون المحترفون أو من يعتمدون بشكل مكثف على الرؤية الليلية.
  • مستخدمو الشاشات الرقمية لساعات طويلة دون انقطاع.

لتقليل العيوب وتعزيز تجربة المريض مع العدسات المالتي فوكل، ينصح بالآتي:

  1. البدء بعدسات عالية الجودة: واختيار عدسات ذات تصميمات تقدمية حديثة بأوسع مناطق رؤية ممكنة.
  2. التدرج في الاستخدام: ينصح بارتداء النظارات لفترات قصيرة في البداية وزيادتها تدريجياً.
  3. تصحيح الوضعية أثناء القراءة أو العمل: تعديل مستوى الكتاب أو الكمبيوتر بحيث يكون في المستوى المثالي للرؤية من خلال الجزء المناسب للعدسة.
  4. إجراء التعديلات المطلوبة: زيارة طبيب العيون لمراجعة القياس وتعديل الإطار إذا لزم الأمر.
  5. الصبر: منح العينين والعقل فترة كافية للتكيف مع نمط الرؤية الجديد.

هناك حالات يكون فيها تنفيذ عدسة مالتي فوكل غير مناسب:

  • المرضى الذين لديهم أمراض في الشبكية أو العصب البصري.
  • حالات المياه البيضاء غير المعالجة.
  • المرضى الذين يعانون من انخفاض في دقة الرؤية الليلية بشكل كبير.
  • من لديهم متطلبات بصرية خاصة جدًا يصعب تحقيقها مع العدسات المالتي فوكل التقليدية.

الخاصيةعدسات مالتي فوكلعدسات أحادية بؤرة
الرؤية المتعددةنعملا (رؤية لمسافة واحدة)
التكيف الأولييحتاج وقتًاسهل وسريع
التكلفةأعلىأقل
التشويه المحيطيمحتملنادر
الراحة العامة بعد التكيفعاليةعالية

عدسات المالتي فوكل تعد حلاً ممتازًا للأشخاص الذين يحتاجون إلى رؤية مريحة وواضحة على مختلف المسافات، بشرط أن يتم تقييم حالتهم بدقة وتناسب نمط حياتهم مع خصائص العدسة.

أما في غياب التقييم المناسب، فإن العدسة قد تصبح مصدرًا للإحباط بدلاً من الحل، ولهذا لا يجب تنفيذ عدسات المالتي فوكل إلا بشرط:
دراسة شاملة وفهم دقيق لاحتياجات المريض وقدرته على التكيف.

الاختيار الصحيح للعدسة بناءً على الاستشارة مع أخصائي العيون يمكن أن يحسن جودة حياة المريض ويجعله يستمتع برؤية واضحة ومريحة في كل تفاصيل يومه.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

This field is required.

You may use these <abbr title="HyperText Markup Language">html</abbr> tags and attributes: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

*This field is required.